وصيتى... إلى اُمى .. !

وصيتى... إلى اُمى .. !

أماه هذى وصيتى .. هل تسمعين
وتفهمين .. ؟
أماه لاتتألمى أوتجزعى
إن شاهدت عيناك جرحى ينزفُ
أو سمعت أُذناك صوتى يرجفُ
أو أخبروك أننى مطحون
والدمع من ثقب المحاجر يذرفُ
أُماه لاتتألمى.. أُماه لاتتأسفى
إن جئت يوماً تصرخين ولاأُجيب
والبيت يسكنه السراب
وينزوى فيه النحيب ..
ورأيتِ اطلالى هنا وهناك..فى شكل غريب
وفتحتِ دولابى وقدخيم فى قمصانى اللون الكئيب ..
لاتحزنى ..أرجوك ..ياأمى .. إفهمى
حزنك ياأمى يضاعف فى جرحى ألمى
ويزيد صوتى إرتجافا ولهيبى إحتراقا واشتعالا
ويزيل مفعول التجلط من دمى
أرجوك لاتتألمى أوتندمى
إفهمى ..
أماه قولى لإخوتى ..عفواً فقد أشقيتهم
فليغفروا لى زلتى.. سافرت ماودعتهم
إنى خشيت أن يعطلوا لى..
مسيرة رحلتى
أن يقنعونى.. أننى لست السبب فى محنتى
سامحونى ..اعذرونى ..ياأحب أحبتى
اُماه .. قولى لوالدى
لايدع الدمع يبلل خدهُ
فدمعه أغلى على من حياتى عنده
وقبليه بالنيابة
فى حفى أقدامه..
فى ثنايا صدره..وعنقه
ورأسه..وكتفه .. وكفه ..ويده
قولى له ..أنى ذهبت..راغباً فى رحلتى
لأننى أشقيته
لأننى عصيته
وما كفانى بؤسه..عذبت حتى إخوتى
اُماه لاتتوجعى..
أرجوك ..انسى مولدى
ونشأتى وصبوتى ومرتعى
انسى كأنك ماوجدتنى معاك أو معى
واستغفرى لى..
وفى دعاءك اخشعى
قولى لربى..انه أدرى بما قد حل بى
كان القضاء جائراً ..يضيق منه مذهبى
إنى بشر
لست جماداً أو حجر
ولاملاك .. أونبى منتظر
صلى على ياأغلى الناس ..حتى تتعبى
أماه لاتبكيننى أو تندبى ..
هذى وصيتى..ياحبيبتى اسمعينى
وافهمى .. !!